تأثير ارتفاع درجات الحرارة على النبات والحيوان في بداية موسم الربيع وكيفية التقليل من اثارها السلبية
4/6/2024

قال مساعد مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية لشؤون البحث العلمي الدكتور نعيم مزاهره ان تاثير ارتفاع درجات الحرارة على النبات و الحيوان في فصل الربيع، خاصة عندما تكون مصحوبة باختلافات كبيرة في درجات الحرارة بين النهار والليل، يظهر بتأثيرات مختلفة على فسيولوجيا النبات والحيوان.

واشار مزاهرة الى ان تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة المبكر والغير معتاد في هذا الموسم على الثروة النباتية يؤدي إلى تسريع نمو النبات وتطوره، خاصة في فصل الربيع عندما تخرج النباتات من طور السكون. هذا التسارع في النمو يمكن أن يؤدي إلى الإزهار المبكر والإثمار في بعض الأنواع، وقد يؤثر سلبًا على نوعية الثمار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعزز زيادة درجات الحرارة معدلات التمثيل الضوئي، طالما أن الظروف الأخرى مثل توافر المياه كافية، مع ذلك، يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة بشكل مفرط أيضًا إلى إغلاق ثغور أوراق النبات، مما يقلل من امتصاص ثاني أكسيد الكربون ومعدلات التمثيل الضوئي، ممايعكس على تاخير نمو النبات.

واضاف مزاهرة ان ارتفاع درجات الحرارة مع انخفاض الرطوبة قد يؤدي إلى زيادة الإجهاد المائي في النباتات، مما يؤدي إلى الذبول وانخفاض النمو ، و أن التفاوت الكبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار يؤدي إلى اختلال الضغط عن طريق التسبب في فقدان الماء بسرعة خلال النهارعن طريق النتح والحد من نمو النبات في الليل. على العموم فانه يمكن القول ان تزايد معدلات التنفس في النباتات، والتي تتاتى من ارتفاع درجات الحراره، قد يكون مفيداً للنمو والتمثيل الغذائي. ومع ذلك، إذا أصبحت درجات الحرارة مرتفعة جدا، فقد تتجاوز معدلات التنفس معدلات التمثيل الضوئي، مما يؤدي إلى خسارة اضافية للكربون وانخفاض نمو النبات.

ولفت مزاهرة إلى ان درجات الحرارة الدافئة تزيد من انتشار بعض الأمراض والآفات النباتية، مما قد يؤدي إلى تلف المحاصيل إذا لم يتم إدارتها بشكل صحيح.

اما فيما يتعلق بقطاع الثروة الحيوانية فقد أشار مزاهرة إلى إن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من معدلات التمثيل الغذائي للحيوانات وذلك لانها تستهلك المزيد من الطاقة لتنظيم درجة حرارة الجسم، وقد تواجه الحيوانات الليلية تحديات في تبديد الحرارة الناتجه عن ارتقاع درجه جراره الجو، لافتاً إلى ان بعض الحيوانات تقوم بتعديل سلوكها استجابة للتغيرات في درجات الحرارة. فعلى سبيل المثال، قد تصبح بعض الأنواع أكثر نشاطًا خلال الفترات الباردة، مثل الصباح الباكر أو أواخر المساء، لتجنب حرارة النهار.

ويمكن أن تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على السلوك الإنجابي للحيوان. ففي بعض الأنواع، قد تؤدي درجات الحرارة الأكثر دفئًا إلى مواسم تكاثر مبكرة، وفي في حالات أخرى، قد تؤدي الحرارة المفرطة إلى تعطيل دورات التكاثر.

والجدير بالذكر ان بعض الحيوانات قد تواجه زيادة في الإجهاد المائي خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، خاصة إذا أصبحت مصادر المياه شحيحة مما يؤثر ذلك على الترطيب والبقاء على قيد الحياة، و خاصة الأنواع التي تعتمد على مصادر مياه محدوده مع

التعرض لفترات طويلة لدرجات الحرارة المرتفعة، مما يؤثر على صحتها ولياقتها بشكل عام و يظهر هذا الإجهاد باشكال مختلفة، بما في ذلك اعراض الجفاف والإرهاق الحراري وحتى الموت إذا لم تتمكن الحيوانات من تبديد الحرارة من جسمها بشكل متوازن.

باختصار يمكن أن يكون لدرجات الحرارة المرتفعة في الربيع، خاصة عندما تكون مصحوبة باختلافات كبيرة في درجات الحرارة ليلاً ونهارًا، تأثيرات متنوعة على فسيولوجيا النبات والحيوان، مما يؤثر على النمو والتمثيل الغذائي والسلوك واللياقة البدنية بشكل عام، وعليه تعتبر استراتيجيات التكيف والإدارة ضرورية لتخفيف الآثار السلبية المحتملة على النظم الإيكولوجية والنظم الزراعية.

وقد وجه مزاهرة إلى التقليل من آثار درجات الحرارة المرتفعة على فسيولوجيا النبات والحيوان وذلك من خلال تنفيذ استراتيجيات مختلفة للتخفيف من الإجهاد الحراري والحفاظ على الظروف المثلى للنمو.

وبصدد الحفاظ على الثروة النباتية قال مزاهرة ان حماية زهور النباتات من درجات الحرارة المرتفعة أمرًا بالغ الأهمية لضمان نجاح التلقيح وعقد الثمار وصحة النبات بشكل عام من خلال تنفيذ العديد من الاستراتيجيات للمساعدة في التخفيف من آثار درجات الحرارة المرتفعة على ازهار النباتات من خلال

توفير الظل للنباتات خلال الاوقات الأكثر حرارة من اليوم لتقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس الشديدة. ويمكن تحقيق ذلك باستخدام قماش التظليل، أو الهياكل المؤقتة، لحماية الازهار، يمكن أن يساعد ذلك في منع ارتفاع درجة الحرارة وتلف أنسجة الزهرة الحساسة بسبب حروق الشمس.

كما ان وضع طبقة من الحشائش الجافة حول النباتات يساعد في الاحتفاظ برطوبة التربة وتنظيم درجة حرارتها وتقليل الإجهاد المائي، وفي الوقت نفسه يساعد ذلك أيضًا على منع نمو الأعشاب الضارة التي يمكن أن تتنافس مع النباتات على الماء والمواد المغذية.

بواسطه أنظمة التغشية (mist ) ان استخدم الرشاشات لتوفير رذاذ ناعم من الماء على ازهار النباتات خلال فترات الحرارة العاليه المرتفعة يساعد على تبريد الهواء وتوفير راحة مؤقتة من الإجهاد الحراري،.

كما ان استخدام أغطية خفيفة الوزن لإنشاء حاجز مادي حول النباتات. يمكن أن يساعد هذه الأغطية في تنظيم مستويات درجة الحرارة والرطوبة، مما يوفر مناخًا محليًا أكثر ملاءمة لنمو اوعقد الازهار، كذلك مراقبة ازهار النباتات عن كثب خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، واتخاذ إجراءً سريعًا في حالة ظهور علامات الإجهاد أو التلف. تسمح المراقبة المنتظمة بالتدخل المبكر ويمكن أن تساعد في تقليل تأثير الإجهاد الحراري على إنتاج الازهار وضمان رطوبة التربة الكافية عن طريق سقي النباتات قي حال جفاف التربة، وخاصة خلال الفترات الحارة. ياستخدام الري بالتنقيط او اية وسيلة لتوصيل المياه مباشرة إلى منطقة الجذر وتقليل التبخر وري النباتات في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء لتقليل فقدان الماء من خلال التبخر وتقليل الضغط على النباتات خلال الفترات الأكثر حرارة من اليوم واختيار الأصناف النباتية التي تتكيف بشكل جيد مع درجات الحرارة المرتفعة والتقلبات في درجات الحرارة .ولفت مزاهرة الى ان الأنواع والأصناف التي تتحمل الحرارة مجهزة بشكل أفضل لتحمل الظروف الصعبة، اضافة الى تجنب الرش الاعتيادي للاشجار بالمبيدات او الاسمدة خلال مرحلة الازهار والحفاظ على صحة التربة وخصوبتها من خلال الممارسات الزراعية الجيدة مثل استخدام التغطية، وتجنب انضغاط التربة.جميع هذه الإجراءات تساعد في حماية ازهار النباتات من التأثيرات الضارة لدرجات الحرارة المرتفعة وإنشاء ظروف نمو مثالية لأزهار صحية ونابضة بالحياة.

اما فيما يخص قطاع التروة الحيوانية قال مزاهرة ان هنالك ثمة إجراءات وتدابير تساعد الحيوانات على تحمل درجات الحرارة المرتفعة واهمها ، توفير مناطق محمية يمكن للحيوانات أن تلجأ إليها من الحرارة، مثل الهياكل المظللة أو الأشجار والتأكد من التهوية الكافية لمنع الاحتباس الحراري في الأماكن المغلقة، والتأكد من حصول الحيوانات والنحل بشكل مستمر على المياه النظيفة والعذبة ، وتنظيم درجة حرارة الجسم، كما انه من الضروري مراقبة مصادر المياه بانتظام لمنع تلوثها أو استنزافها، خاصة أثناء الطقس الحار. علاوة على ذلك فان تنفيذ تدابير التبريد مثل أنظمة االري الضبابي أو المراوح أو منصات التبريد بالتبخير في مرافق الحيوانات لخفض درجات الحرارة المحيطة وتخفيف الإجهاد الحراري امر مهم في فصل الصيف.

وفي النهايه اكد مزاهره على ضروره تعديل جداول التعليف لتجنب التغذية خلال االفترات الأكثر حرارة من اليوم، وتقديم أعلاف عالية الجودة وسهلة الهضم لتقليل إنتاج الحرارة الأيضية . مشيراً إلى اهميه مراقبة الحيوانات عن كثب بحثًا عن علامات الإجهاد الحراري، مثل اللهاث أو الخمول أو انخفاض تناول العلف لمعرفة وضع الحيوان وإيجاد الحلول ، اضافة الى ممارسات الإدارة المثلى مثل الرعي المبكر او القيام بذلك عند انخفاض درجات الحراره مساءً. واكد مزاهرة ان اختيار وتربية الحيوانات المحلية التي تتمتع بصفات تتحمل الحرارة تعد ضرورة لتحسين القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة والضغوط البيئية ، لتقليل الآثار الضارة لدرجات الحرارة المرتفعة .

عدد المشاهدات: 104